أما هن. . فتحلم إحداهن أن تكون بنصف ما أنا عليه من جمال! . . . ولكن
هل سأبقى صامتة طويلاً وأنا أسمع منهن هذا الكلام! . . .
ليتك تأتي أيها البستاني لترى غوايتي! . .
بل ليت أحداً يمر بنا فأعلم هؤلاء المغرورات من أنا. . ومن أكون
أفاقت الوردة الصغيرة من تأملاتها
على صوت الوردة الكبيرة وهي تقول
سوف نشتاق لكن أيتها الصغيرات
كان وقتاً ممتعاً هذا الذي قضيناه بينكن
لم تشعر الوردة الصغير بنفسها حين صاحت غاضبة فور سماعها هذه الكلمات
أتسخرين منا!؟
ماذا تظنين نفسك؟ هه؟ غداً ترين ما أفعل
لأفتنن البستاني بي فتوناً ولأجعلنه يأخذني قبلكن جميعاً
ساد الوجوم فجأة في المكان. . . مرت لحظات من الصمت والترقب.
الجميع ينتظر الوردة الكبيرة وما ستقول. .
وجاء صوتها أخيراً خافتاً يحمل نبرة إندهاش واضح،
وخرجت كلماتها ببطء
- أسخر منكن! . . . أنا!؟ ولم! . . . كلا يا صغيرتي الغالية! . .
- كفي عن نعتي بالصغيرة
أم أنك لا تبصرين تفتح أوراقي ونضارة لوني، وشبابي الفتان!؟
كلا كلا يا عزيزتي! أنا لا أقصد ذلك أبداًَ. . . ولكنك لا تزالين صغيرة بالفعل! . .
والحياة لا تزال أمامك طويلة
أنا لا أختلف عنكن! وسأمضي مثلكن إلى حيث ستذهبن! لن تنعمن بالمتعة والسعادة ! وحدكن وتتركنني هنا في هذا المكان
هنا جاء رد الوردة الكبيرة في شيء من الحزم الحاني
- حبيبتي! . . . ما بالك اليوم! . . إنها طبيعة حياتنا أيتها الصغيرة . . . نحن بهجة البساتين. . . وأنس الناظرين، وراحة قلوب المكلومين. . لنا دور خلقنا لأجله. . . ولابد لهذا الدور أن يمضي كما اعتاد أن يمضي منذ الأزل! . . . فجأة. . . علا صوت خطوات تقترب من بعيد. . . وتهامست الورود بمشاعر مختلطة من البهجة والقلق والترقب
إنه البستاني! إنه البستاني! . .
ساد الصمت التام. . . من بعيد كان هناك شاب يقترب من المكان بحذر. .
لمحته الوردة الكبير ة. . . همست في قلق لصاحباتها
هذا ليس البستاني! .
إنه لص على ما يبدوا! . . . احتجبن أيتها الوردات! . . . حذار أن يرى منكن هذا الوغد ما قد يسيل لعابه! .
دق قلب الوردة الصغيرة بعنف
وهي ترى صاحباتها يسرعن بلملمة الأوراق التي حولهن ليختفين قدر الإمكان من هذا المتلصص. .